هل يشكل رجيم الكيتو دايت أو الحميات منخفضة الكربوهيدرات خطورة على الأم أو طفلها خلال فترة الرضاعة الطبيعية؟
في الآونة الأخيرة، نشرت مجلة الجمعية الطبية السويدية تقرير عن حالة امرأة اضطرت بعد ستة أسابيع من الولادة لأن تدخل المستشفى بسبب ارتفاع حاد في نسبة الحماض الكيتوني. لحسن الحظ، تعافت هذه المرأة بسرعة وعادت نسبة الحماض الكيتوني إلى طبيعتها في اليوم التالي. المرأة في هذه الحالة كانت تتناول كميات قليلة من الكربوهيدرات وكميات كبيرة من الدهون لفترة طويلة قبل تعرضها للمشكلة. وقد عانت بعد الولادة من أعراض الحمى والغثيان وفقدان للشهية تمامًا. وعلى الرغم من ذلك، كانت تقوم بإرضاع طفلها، وهذا ما جعلها تحتاج إلى المزيد من المواد الغذائية. يُظهر تقرير دراسة حالة هذه المرأة أن النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة منخفضة من الكربوهيدرات هو أحد العوامل المحتملة التي تسببت في هذه المشكلة. مع ذلك، بمجرد أن عرفت وسائل الإعلام بالأمر، بالغت على الفور في تأكيد السبب على أنه النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات، وذلك رغم عدم وجود دليل يؤكد ذلك تمامًا.
من المحتمل أنه يمكن أن يكون جزءًا من مجموعة تتضمن الكثير من العوامل الكامنة التي تسببت في ارتفاع نسبة الحماض الكيتوني (على الرغم من أن المرأة المعنية لم تكن تعاني من انخفاض كمية الكربوهيدرات في جسمها خلال الأسابيع الأخيرة التي سبقت دخولها إلى المستشفى). لقد شاركت العديد من النساء والأمهات قصصهن عن اتباع الحمية منخفضة الكربوهيدرات بنجاح كبير ودون أي مشاكل على الإطلاق خلال فترة الرضاعة الطبيعية.
من الناحية النظرية، من الممكن – في حالات نادرة – أن يكون اتباع نظام غذائي صارم قليل الكربوهيدرات سببًا لحدوث مشكلات أثناء الرضاعة. أثناء الرضاعة، يفقد الجسم الكربوهيدرات مع حليب الأم. وإذا كانت المرأة تتبع نظامًا غذائيًا منخفض الكربوهيدرات أو عديم الكربوهيدرات، فهذا يعني أن جسمها سوف يضطر إلى خسارة المزيد من الكربوهيدرات التي تكون كمياتها قليلة أصلًا. وهذا قد يكون في الحالات القصوى صعبًا على الجسم.
د. تسنيم الحسن
اخصائية غدد صماء وسكري وسمنة